أرشيف

لجنة الشريعة الإسلامية بمجلس النواب تنتصر لاسلاميين متشددين في الدعوة إلى تزويج الصغيرات

انتصرت لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية بمجلس النواب ذي الأغلبية المؤتمرية لمطالبة إسلاميين متشددين بالسماح بتزويج الصغيرات قبل سن 17 عاما.

وقال مصدر برلماني لـ"يمنات" إن اللجنة وافقت في تقرير يتوقع عرضه على المجلس السبت القادم على تزويج الصغيرات خلافا لنص كان المجلس أقره منتصف الشهر الفائت يحدد سن زواج الانثى بـ17 عاما.

وقال المصدر إن موافقة اللجنة جاءت إثر مطالبة مشائخ دينيين بإعادة النظر في تحديد سن الزواج بما يسمح بتزويج الصغيرات.

حسب المصدر بررت اللجنة في تقريرها دعوتها إلى عدم تحديد سن الزواج بالقول إن تحديد التزويج بـ17 عاما يخالف المقاصد الشرعية ولا يحقق مصلحة الفتاة، وهي المبررات ذاتها التي ساقها مشائح بينهم الشيخ عبد المجيد الزنداني إثر تنظيمهم مسيرة إلى مجلس النواب مطلع الأسبوع لمعارضة تحديد سن زواج الأنثى.

وإذ أجازت اللجنة تزويج الفتاة الصغيرة منحتها حق طلب فسخ العقد عند بلوغها في حال عدم قبولها بالتزويج.

 وأقر مجلس النواب في جلسته المنعقدة في الحادي عشر من فبراير الفائت رفع سن زواج الأنثى إلى سبعة عشر عاماً، رافضا مقترح للجنة تقنين أحكام الشريعة بخفض السن إلى خمسة عشر عاماً خلافا للتعديل الحكومي المقدم بشأن المادة (15) من قانون الأحوال الشخصية القاضي بتحديد سن زواج الأنثى بثماني عشرة سنة.

وعارض نواب مؤتمريون وإصلاحيون فكرة تحديد سن الزواج، معتبرين تحديد سن للزواج متعارضا مع الشريعة الإسلامية.

وطالب المعرضون بإعادة المداولة في النص إثر رسالة مذيلة بتوقيعات عدد من رجال الدين في مقدمتهم رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني تفيد أن تحديد سن زواج الفتيات تقييد لما أباحه الشرع، وتعتبر المادة المعدلة في قانون الأحوال الشخصية المحددة للسن بسبعة عشر عاما غير دستورية كون الشريعة الإسلامية مصدر التشريعات حسب دستور اليمن.

وكان رئيس الكتلة الاشتراكية عيدروس النقيب المؤيد لرفع سن زواج الأنثى أشار إلى أن تحديد السن بثمانية عشر عاما يمكن الفتاة من استكمال تعليمها الثانوي ويجعلها أكثر نضجاً.

ويعد الزواج المبكر وخصوصاً للفتيات الصغيرات واحدا من العوامل الرئيسية للوفاة حيث بينت دراسة أعدتها منظمة اليونيسيف أن (70) ألفاً من الوفيات من بين (500) الف كان سببها صغر المرأة الحامل وكذلك الحمل المتتابع إضافة إلى انعدام الفاصل الزمني بين الولادات.

واستخلصت دراسة جديدة قامت بها اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع مركز أبحاث ودراسات النوع الاجتماعي والتنمية بجامعة صنعاء حول الزواج المبكر بمحافظتي حضرموت والحديدة أن 52 بالمائة من النساء البالغ عددهن 6,000 امرأة أجبن بأنهن تزوجن قبل بلوغهن السن القانوني

وصنف تقرير صادر عن المركز الدولي للأبحاث عن المرأة اليمن في المرتبة 13 من بين 20 أسوء بلد من حيث انتشار زواج الأطفال. وأفاد التقرير أن 48.4 بالمائة من النساء يتزوجن قبل بلوغهن سن 18 عاما.

وفي رؤية بعنوان "حول قانون تحديد سن الزواج: تبرير لرؤية أم انخلاع قيم الإنسانية؟!" نشرتها صحيفة الناس قال عبدالعزيز العسالي – وهو باحث في مقاصد الشريعة.. قال مخاطبا المانعين لتحديد سن الزواج " لو بحثتم عمر نوح عليه السلام لم ولن تجدوا ما يؤيد مذهبكم.. اللهم سوى (.. واللائي لم يحضن..) وهو دليل يحتمل أكثر من معنى (وإذا تطرق إلى الدليل الاحتمال بطل الاستدلال) كما تقول القاعدة الأصولية؟"

وتابع"وعلى افتراض أنه دليل على جواز زواج الصغيرة، فإنه دليل إشاري (من لوازم النص) أو أنه دليل (مفهوم) أو (فحوى) كما يقول الأصوليون بهذه الدلالات يعمل بها ما لم تصادم مصلحة أقوى منها أو تؤدي إلى مفسدة، كما أن دلالة الإشارة أو الفحوى لا تقوى على الإرتقاء إلى درجة التحريم المطلق، فالتحريم يحتاج إلى قطعيات؟؟"

وقال"بقي دليل للمانعين وهو زواج الرسول بعائشة.. والجواب: استطيع الجزم بأنها دعوى أكبر من الدليل، ولست هنا متجنيا"، مضيفا"عودوا إلى تاريخ وفاة عائشة رضي الله عنها، وستجدون أنها توفيت عن عمر تجاوز السبعين عاماً وبالعد التنازلي العودة إلى الخلف ستجدون أنها تزوجت بالرسول وهي في السابعة عشرة أو في الثامنة عشرة من العمر وفقاً لاختلاف الرواية في وفاتها".

وتابع" أخشى ما أخشاه أن أسمع المانعين لتحديد سن الزواج وقد اطلعوا يوما ما على قانون منع ذبح إناث البقر والشاة والضأن وسيقومون بضجة ليست أقل مما نسمع الآن، تحت مبرر الإباحة ولحم الرضيع هي الأجود وذراع الجفرة (بنت الشهرين) أحلى فلم التحريم."

وانتهى إلى القول"نطمئن الذين يرقصون ويمنعون تحديد سن الزواج ونقول لهم: إذا كنتم قد تزوجتم بأطفال؟ فإن القانون القادم لن يطالكم، كون العمل به من تاريخ صدوره، وبالتالي فلن يعود عليكم بأثر رجعي فاطمئنوا، ولكننا نناشدكم الله أن تصدقوا القول: هل بإمكانكم أن تزوجوا بناتكم وهن في سن العاشرة برجال تجاوزوا الخمسين عاما أو أكثر أو أقل؟ فإذا قلتم بالإيجاب فالجواب أحد أمرين إما وهي منكم مكابرة وتكتيك لتبرير رؤيتكم، وإما أنكم انخلعتم من القيم الإنسانية في هذا الصدد وإن تظاهرتم أنكم متحلون بها، وأهمها قيمة الرحمة، وكفى بها وحشية".

زر الذهاب إلى الأعلى